ﺍﻧﺎ ﺷﺎﺏ ﻓﺎﺳﻖ ﻭﻛﺎﻓﺮ ﺍﺭﻳﺪ ﺍﻥ ﺍﺗﻮﺏ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻛﻨﺖ ﺍﻓﻌﻞ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﺤﺮﻣﺎﺕ ﻭﻻ ﺍﺻﻠﻲ ﻭﺍﻻﻥ ﺍﺭﻳﺪ ﺍﻟﺘﻮﺑﻪ ﻓﺎﺭﺟﻮﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻥ ﻳﺪﻟﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ ؟ .
ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ
( ﻗُﻞْ ﻳَﺎ ﻋِﺒَﺎﺩِﻱَ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﺃَﺳْﺮَﻓُﻮﺍ ﻋَﻠَﻰ ﺃَﻧْﻔُﺴِﻬِﻢْ ﻟَﺎ ﺗَﻘْﻨَﻄُﻮﺍ ﻣِﻦْ ﺭَﺣْﻤَﺔِ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﺇِﻥَّ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﻳَﻐْﻔِﺮُ ﺍﻟﺬُّﻧُﻮﺏَ ﺟَﻤِﻴﻌًﺎ ﺇِﻧَّﻪُ ﻫُﻮَ ﺍﻟْﻐَﻔُﻮﺭُ ﺍﻟﺮَّﺣِﻴﻢُ ( 53 ) ﻭَﺃَﻧِﻴﺒُﻮﺍ ﺇِﻟَﻰ ﺭَﺑِّﻜُﻢْ ﻭَﺃَﺳْﻠِﻤُﻮﺍ ﻟَﻪُ ﻣِﻦْ ﻗَﺒْﻞِ ﺃَﻥْ ﻳَﺄْﺗِﻴَﻜُﻢُ ﺍﻟْﻌَﺬَﺍﺏُ ﺛُﻢَّ ﻟَﺎ ﺗُﻨْﺼَﺮُﻭﻥَ ) ﺍﻟﺰﻣﺮ . 54-53/
ﻟﻘﺪ ﻭﺻﻠﻨﻲ ﺳﺆﺍﻟﻚ ﻭﺃﻋﺠﺒﻨﻲ ﻓﻴﻪ ﺣﺮﺻﻚ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ ﻭﺍﻟﻌﻮﺩﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻓﻌﻠﻚ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﺤﺮﻣﺎﺕ ﻛﻤﺎ ﻗﻠﺖ ﻭﻋﻠﻰ ﺭﺃﺱ ﺫﻟﻚ ﺗﺮﻛﻚ ﻟﻠﺼﻼﺓ ، ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻤﻬﻢ ﺟﺪﺍً ﺃﻥ ﺗﻌﻠﻢ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﺍﻟﺤﺮﻳﺺ ﺃﻥ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ ﻣﻔﺘﻮﺡ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻚ ﻭﺃﻥ ﺗﺘﺄﻣﻞ ﺟﻴﺪﺍً ﻣﺎ ﻫﻮ ﻣﺬﻛﻮﺭ ﻓﻲ ﺍﻵﻳﺘﻴﻦ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺘﻴﻦ ﻭﺃﻧﺎ ﺳﺄﺫﻛﺮ ﻟﻚ ﺧﻄﻮﺍﺕ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺗﺒﻴﻦ ﻟﻚ ﺑﻮﺿﻮﺡ ﻛﻴﻔﻴﺔ ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ ﺑﺈﺫﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ :
ﻛﻠﻤﺔ ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ ﻛﻠﻤﺔ ﻋﻈﻴﻤﺔ ، ﻟﻬﺎ ﻣﺪﻟﻮﻻﺕ ﻋﻤﻴﻘﺔ ، ﻻ ﻛﻤﺎ ﻳﻈﻨﻬﺎ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮﻭﻥ ، ﺃﻟﻔﺎﻅ ﺑﺎﻟﻠﺴﺎﻥ ﺛﻢ ﺍﻻﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺬﻧﺐ ، ﻭﺗﺄﻣﻞ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ : ( ﻭﺃﻥ ﺍﺳﺘﻐﻔﺮﻭﺍ ﺭﺑﻜﻢ ﺛﻢ ﺗﻮﺑﻮﺍ ﺇﻟﻴﻪ ) ﻫﻮﺩ 3/ ﺗﺠﺪ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ ﻫﻲ ﺃﻣﺮ ﺯﺍﺋﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺳﺘﻐﻔﺎﺭ .
ﻭﻷﻥ ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﻻﺑﺪ ﻟﻪ ﻣﻦ ﺷﺮﻭﻁ ، ﻓﻘﺪ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺷﺮﻭﻃﺎً ﻟﻠﺘﻮﺑﺔ ﻣﺄﺧﻮﺫﺓ ﻣﻦ ﺍﻵﻳﺎﺕ ﻭﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ، ﻭﻫﺬﺍ ﺫﻛﺮ ﺑﻌﻀﻬﺎ :
ﺍﻷﻭﻝ : ﺍﻹﻗﻼﻉ ﻋﻦ ﺍﻟﺬﻧﺐ ﻓﻮﺭﺍً .
ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ : ﺍﻟﻨﺪﻡ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻓﺎﺕ .
ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ : ﺍﻟﻌﺰﻡ ﻋﻠﻰ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﻌﻮﺩﺓ .
ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ : ﺇﺭﺟﺎﻉ ﺣﻘﻮﻕ ﻣﻦ ﻇﻠﻤﻬﻢ ، ﺃﻭ ﻃﻠﺐ ﺍﻟﺒﺮﺍﺀﺓ ﻣﻨﻬﻢ .
ﻭﻻ ﺗﻨﺴﻰ ﺃﻣﻮﺭﺍً ﺃﺧﺮﻯ ﻣﻬﻤﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ ﺍﻟﻨﺼﻮﺡ ﻭﻣﻨﻬﺎ :
ﺍﻷﻭﻝ : ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺗﺮﻙ ﺍﻟﺬﻧﺐ ﻟﻠﻪ ﻻ ﻟﺸﻲﺀ ﺁﺧﺮ ، ﻛﻌﺪﻡ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻭ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺎﻭﺩﺗﻪ ، ﺃﻭ ﺧﻮﻑ ﻛﻼﻡ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﺜﻼً .
ﻓﻼ ﻳﺴﻤﻰ ﺗﺎﺋﺒﺎً ﻣﻦ ﺗﺮﻙ ﺍﻟﺬﻧﻮﺏ ﻷﻧﻬﺎ ﺗﺆﺛﺮ ﻋﻠﻰ ﺟﺎﻫﻪ ﻭﺳﻤﻌﺘﻪ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ، ﺃﻭ ﺭﺑﻤﺎ ﻃﺮﺩ ﻣﻦ ﻭﻇﻴﻔﺘﻪ .
ﻭﻻ ﻳﺴﻤﻰ ﺗﺎﺋﺒﺎً ﻣﻦ ﺗﺮﻙ ﺍﻟﺬﻧﻮﺏ ﻟﺤﻔﻆ ﺻﺤﺘﻪ ﻭﻗﻮﺗﻪ ، ﻛﻤﻦ ﺗﺮﻙ ﺍﻟﺰﻧﺎ ﺃﻭ ﺍﻟﻔﺎﺣﺸﺔ ﺧﺸﻴﺔ ﺍﻷﻣﺮﺍﺽ ﺍﻟﻔﺘﺎﻛﺔ ﺍﻟﻤﻌﺪﻳﺔ ، ﺃﻭ ﺃﻧﻬﺎ ﺗﻀﻌﻒ ﺟﺴﻤﻪ ﻭﺫﺍﻛﺮﺗﻪ .
ﻭﻻ ﻳﺴﻤﻰ ﺗﺎﺋﺒﺎً ﻣﻦ ﺗﺮﻙ ﺃﺧﺬ ﺍﻟﺮﺷﻮﺓ ﻷﻧﻪ ﺧﺸﻲ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻌﻄﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻫﻴﺌﺔ ﻣﻜﺎﻓﺤﺔ ﺍﻟﺮﺷﻮﺓ ﻣﺜﻼً .
ﻭﻻ ﻳﺴﻤﻰ ﺗﺎﺋﺒﺎً ﻣﻦ ﺗﺮﻙ ﺷﺮﺏ ﺍﻟﺨﻤﺮ ﻭﺗﻌﺎﻃﻲ ﺍﻟﻤﺨﺪﺭﺍﺕ ﻹﻓﻼﺳﻪ .
ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻻ ﻳﺴﻤﻰ ﺗﺎﺋﺒﺎً ﻣﻦ ﻋﺠﺰ ﻋﻦ ﻓﻌﻞ ﻣﻌﺼﻴﺔ ﻷﻣﺮ ﺧﺎﺭﺝ ﻋﻦ ﺇﺭﺍﺩﺗﻪ ، ﻛﺎﻟﻜﺎﺫﺏ ﺇﺫﺍ ﺃﺻﻴﺐ ﺑﺸﻠﻞ ﺃﻓﻘﺪﻩ ﺍﻟﻨﻄﻖ ، ﺃﻭ ﺍﻟﺰﺍﻧﻲ ﺇﺫﺍ ﻓﻘﺪ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﻗﺎﻉ ، ﺃﻭ ﺍﻟﺴﺎﺭﻕ ﺇﺫﺍ ﺃﺻﻴﺐ ﺑﺤﺎﺩﺙ ﺃﻓﻘﺪﻩ ﺃﻃﺮﺍﻓﻪ ، ﺑﻞ ﻻﺑﺪ ﻟﻤﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺪﻡ ﻭﺍﻹﻗﻼﻉ ﻋﻦ ﺗﻤﻨﻲ ﺍﻟﻤﻌﺼﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺄﺳﻒ ﻋﻠﻰ ﻓﻮﺍﺗﻬﺎ ﻭﻟﻤﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ : ( ﺍﻟﻨﺪﻡ ﺗﻮﺑﺔ ) ﺭﻭﺍﻩ ﺃﺣﻤﺪ ﻭﺍﺑﻦ ﻣﺎﺟﻪ ، ﺻﺤﻴﺢ ﺍﻟﺠﺎﻣﻊ 6802 .
ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ : ﺃﻥ ﺗﺴﺘﺸﻌﺮ ﻗﺒﺢ ﺍﻟﺬﻧﺐ ﻭﺿﺮﺭﻩ .
ﻭﻫﺬﺍ ﻳﻌﻨﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﻣﻌﻬﺎ ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ﺑﺎﻟﻠﺬﺓ ﻭﺍﻟﺴﺮﻭﺭ ﺣﻴﻦ ﻳﺘﺬﻛﺮ ﺍﻟﺬﻧﻮﺏ ﺍﻟﻤﺎﺿﻴﺔ ، ﺃﻭ ﺃﻥ ﻳﺘﻤﻨﻰ ﺍﻟﻌﻮﺩﺓ ﻟﺬﻟﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ .
ﻭﻗﺪ ﺳﺎﻕ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﺍﻟﺪﺍﺀ ﻭﺍﻟﺪﻭﺍﺀ ﻭﺍﻟﻔﻮﺍﺋﺪ ﺃﺿﺮﺍﺭﺍً ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻟﻠﺬﻧﻮﺏ ﻣﻨﻬﺎ :
ﺣﺮﻣﺎﻥ ﺍﻟﻌﻠﻢ - ﻭﺍﻟﻮﺣﺸﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻠﺐ - ﻭﺗﻌﺴﻴﺮ ﺍﻷﻣﻮﺭ - ﻭﻭﻫﻦ ﺍﻟﺒﺪﻥ - ﻭﺣﺮﻣﺎﻥ ﺍﻟﻄﺎﻋﺔ - ﻭﻣﺤﻖ ﺍﻟﺒﺮﻛﺔ - ﻭﻗﻠﺔ ﺍﻟﺘﻮﻓﻴﻖ - ﻭﺿﻴﻖ ﺍﻟﺼﺪﺭ - ﻭﺗﻮﻟﺪ ﺍﻟﺴﻴﺌﺎﺕ - ﻭﺍﻋﺘﻴﺎﺩ ﺍﻟﺬﻧﻮﺏ - ﻭﻫﻮﺍﻥ ﺍﻟﻤﺬﻧﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ - ﻭﻫﻮﺍﻧﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ - ﻭﻟﻌﻨﺔ ﺍﻟﺒﻬﺎﺋﻢ ﻟﻪ - ﻭﻟﺒﺎﺱ ﺍﻟﺬﻝ - ﻭﺍﻟﻄﺒﻊ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻭﺍﻟﺪﺧﻮﻝ ﺗﺤﺖ ﺍﻟﻠﻌﻨﺔ - ﻭﻣﻨﻊ ﺇﺟﺎﺑﺔ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ - ﻭﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺮ ﻭﺍﻟﺒﺤﺮ - ﻭﺍﻧﻌﺪﺍﻡ ﺍﻟﻐﻴﺮﺓ - ﻭﺫﻫﺎﺏ ﺍﻟﺤﻴﺎﺀ - ﻭﺯﻭﺍﻝ ﺍﻟﻨﻌﻢ - ﻭﻧﺰﻭﻝ ﺍﻟﻨﻘﻢ - ﻭﺍﻟﺮﻋﺐ ﻓﻲ ﻗﻠﺐ ﺍﻟﻌﺎﺻﻲ - ﻭﺍﻟﻮﻗﻮﻉ ﻓﻲ ﺃﺳﺮ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ - ﻭﺳﻮﺀ ﺍﻟﺨﺎﺗﻤﺔ - ﻭﻋﺬﺍﺏ ﺍﻵﺧﺮﺓ .
ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﻷﺿﺮﺍﺭ ﺍﻟﺬﻧﻮﺏ ﺗﺠﻌﻠﻚ ﺗﺒﺘﻌﺪ ﻋﻦ ﺍﻟﺬﻧﻮﺏ ﺑﺎﻟﻜﻠﻴﺔ ، ﻓﺈﻥ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻗﺪ ﻳﻌﺪﻝ ﻋﻦ ﻣﻌﺼﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﻣﻌﺼﻴﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﻷﺳﺒﺎﺏ ﻣﻨﻬﺎ :
ﺃﻥ ﻳﻌﺘﻘﺪ ﺃﻥ ﻭﺯﻧﻬﺎ ﺃﺧﻒ .
ﻷﻥ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺗﻤﻴﻞ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺃﻛﺜﺮ ، ﻭﺍﻟﺸﻬﻮﺓ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﻗﻮﻯ .
ﻷﻥ ﻇﺮﻭﻑ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻌﺼﻴﺔ ﻣﺘﻴﺴﺮﺓ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻏﻴﺮﻫﺎ ، ﺑﺨﻼﻑ ﺍﻟﻤﻌﺼﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﺇﻋﺪﺍﺩ ﻭﺗﺠﻬﻴﺰ ، ﻭﺃﺳﺒﺎﺑﻬﺎ ﺣﺎﺿﺮﺓ ﻣﺘﻮﺍﻓﺮﺓ .
ﻷﻥ ﻗﺮﻧﺎﺀﻩ ﻭﺧﻠﻄﺎﺅﻩ ﻣﻘﻴﻤﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻌﺼﻴﺔ ﻭﻳﺼﻌﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﻔﺎﺭﻗﻬﻢ .
ﻷﻥ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﻗﺪ ﺗﺠﻌﻞ ﻟﻪ ﺍﻟﻤﻌﺼﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﻴﻨﺔ ﺟﺎﻫﺎً ﻭﻣﻜﺎﻧﺔ ﺑﻴﻦ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﻓﻴﻌﺰ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﻔﻘﺪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻜﺎﻧﺔ ﻓﻴﺴﺘﻤﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﺼﻴﺔ .
ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ : ﺃﻥ ﺗﺒﺎﺩﺭ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ ، ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻓﺈﻥ ﺗﺄﺧﻴﺮ ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ ﻫﻮ ﻓﻲ ﺣﺪ ﺫﺍﺗﻪ ﺫﻧﺐ ﻳﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﺗﻮﺑﺔ .
ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ : ﺍﺳﺘﺪﺭﻙ ﻣﺎ ﻓﺎﺗﻚ ﻣﻦ ﺣﻖ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻣﻤﻜﻨﺎً ، ﻛﺈﺧﺮﺍﺝ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻣﻨﻌﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ﻭﻟﻤﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺣﻖ ﺍﻟﻔﻘﻴﺮ ﻛﺬﻟﻚ .
ﺍﻟﺨﺎﻣﺲ : ﺃﻥ ﺗﻔﺎﺭﻕ ﻣﻮﺿﻊ ﺍﻟﻤﻌﺼﻴﺔ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻭﺟﻮﺩﻙ ﻓﻴﻬﺎ ﻗﺪ ﻳﻮﻗﻌﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﺼﻴﺔ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ .
ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ : ﺃﻥ ﺗﻔﺎﺭﻕ ﻣﻦ ﺃﻋﺎﻧﻚ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻌﺼﻴﺔ .
ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻳﻘﻮﻝ : ( ﺍﻷﺧﻼﺀ ﻳﻮﻣﺌﺬ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻟﺒﻌﺾ ﻋﺪﻭ ﺇﻻ ﺍﻟﻤﺘﻘﻴﻦ ) ﺍﻟﺰﺧﺮﻑ 67/ . ﻭﻗﺮﻧﺎﺀ ﺍﻟﺴﻮﺀ ﺳﻴﻠﻌﻦ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺑﻌﻀﺎً ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ، ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻋﻠﻴﻚ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﺘﺎﺋﺐ ﺑﻤﻔﺎﺭﻗﺘﻬﻢ ﻭﻧﺒﺬﻫﻢ ﻭﻣﻘﺎﻃﻌﺘﻬﻢ ﻭﺍﻟﺘﺤﺬﻳﺮ ﻣﻨﻬﻢ ﺇﻥ ﻋﺠﺰﺕ ﻋﻦ ﺩﻋﻮﺗﻬﻢ ﻭﻻ ﻳﺴﺘﺠﺮﻳﻨﻚ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻓﻴﺰﻳﻦ ﻟﻚ ﺍﻟﻌﻮﺩﺓ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﺑﺎﺏ ﺩﻋﻮﺗﻬﻢ ﻭﺃﻧﺖ ﺗﻌﻠﻢ ﺃﻧﻚ ﺿﻌﻴﻒ ﻻ ﺗﻘﺎﻭﻡ .
ﻭﻫﻨﺎﻙ ﺣﺎﻻﺕ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﺭﺟﻊ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﺷﺨﺎﺹ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻌﺼﻴﺔ ﺑﺈﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﻣﻊ ﻗﺮﻧﺎﺀ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ .
ﺍﻟﺴﺎﺑﻊ : ﺇﺗﻼﻑ ﺍﻟﻤﺤﺮﻣﺎﺕ ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩﺓ ﻋﻨﺪﻙ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﻤﺴﻜﺮﺍﺕ ﻭﺁﻻﺕ ﺍﻟﻠﻬﻮ ﻛﺎﻟﻌﻮﺩ ﻭﺍﻟﻤﺰﻣﺎﺭ ، ﺃﻭ ﺍﻟﺼﻮﺭ ﻭﺍﻷﻓﻼﻡ ﺍﻟﻤﺤﺮﻣﺔ ﻭﺍﻟﻘﺼﺺ ﺍﻟﻤﺎﺟﻨﺔ ﻭﺍﻟﺘﻤﺎﺛﻴﻞ ، ﻭﻫﻜﺬﺍ ﻓﻴﻨﺒﻐﻲ ﺗﻜﺴﻴﺮﻫﺎ ﻭﺇﺗﻼﻓﻬﺎ ﺃﻭ ﺇﺣﺮﺍﻗﻬﺎ .
ﻭﻣﺴﺄﻟﺔ ﺧﻠﻊ ﺍﻟﺘﺎﺋﺐ ﻋﻠﻰ ﻋﺘﺒﺔ ﺍﻻﺳﺘﻘﺎﻣﺔ ﺟﻤﻴﻊ ﻣﻼﺑﺲ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻴﺔ ﻻﺑﺪ ﻣﻦ ﺣﺼﻮﻟﻬﺎ ، ﻭﻛﻢ ﻣﻦ ﻗﺼﺔ ﻛﺎﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﺇﺑﻘﺎﺀ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺤﺮﻣﺎﺕ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺘﺎﺋﺒﻴﻦ ﺳﺒﺒﺎً ﻓﻲ ﻧﻜﻮﺻﻬﻢ ﻭﺭﺟﻮﻋﻬﻢ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ ﻭﺿﻼﻟﻬﻢ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻬﺪﻯ، ﻧﺴﺄﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺜﺒﺎﺕ .
ﺍﻟﺜﺎﻣﻦ : ﺃﻥ ﺗﺨﺘﺎﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻓﻘﺎﺀ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﻴﻦ ﻣﻦ ﻳﻌﻴﻨﻚ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻚ ﻭﻳﻜﻮﻥ ﺑﺪﻳﻼً ﻋﻦ ﺭﻓﻘﺎﺀ ﺍﻟﺴﻮﺀ ﻭﺃﻥ ﺗﺤﺮﺹ ﻋﻠﻰ ﺣﻠﻖ ﺍﻟﺬﻛﺮ ﻭﻣﺠﺎﻟﺲ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺗﻤﻸ ﻭﻗﺘﻚ ﺑﻤﺎ ﻳﻔﻴﺪ ﺣﺘﻰ ﻻ ﻳﺠﺪ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻟﺪﻳﻚ ﻓﺮﺍﻏﺎً ﻟﻴﺬﻛﺮﻙ ﺑﺎﻟﻤﺎﺿﻲ .
ﺍﻟﺘﺎﺳﻊ : ﺃﻥ ﺗﻌﻤﺪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﺪﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﺭﺑﻴﺖ ﺑﺎﻟﺴﺤﺖ ﻓﺘﺼﺮﻑ ﻃﺎﻗﺘﻪ ﻓﻲ ﻃﺎﻋﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺗﺘﺤﺮﻯ ﺍﻟﺤﻼﻝ ﺣﺘﻰ ﻳﻨﺒﺖ ﻟﻚ ﻟﺤﻢ ﻃﻴﺐ .
ﺍﻟﻌﺎﺷﺮ : ﺍﻻﺳﺘﻜﺜﺎﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺴﻨﺎﺕ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺤﺴﻨﺎﺕ ﻳﺬﻫﺒﻦ ﺍﻟﺴﻴﺌﺎﺕ
ﻭﺇﺫﺍ ﺻﺪﻗﺖ ﻣﻊ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ ﻓﺄﺑﺸﺮ ﺑﺎﻧﻘﻼﺏ ﺟﻤﻴﻊ ﺳﻴﺌﺎﺗﻚ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﺇﻟﻰ ﺣﺴﻨﺎﺕ ، ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ : ( ﻭﺍﻟﺬﻳﻦ ﻻ ﻳﺪﻋﻮﻥ ﻣﻊ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﻟﻬﺎً ﺁﺧﺮ ﻭﻻﻳﻘﺘﻠﻮﻥ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺍﻟﺘﻲ ﺣﺮﻡ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﻻ ﺑﺎﻟﺤﻖ ﻭﻻ ﻳﺰﻧﻮﻥ ﻭﻣﻦ ﻳﻔﻌﻞ ﺫﻟﻚ ﻳﻠﻖ ﺃﺛﺎﻣﺎً ، ﻳﻀﺎﻋﻒ ﻟﻪ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻭﻳﺨﻠﺪ ﻓﻴﻪ ﻣﻬﺎﻧﺎً ، ﺇﻻ ﻣﻦ ﺗﺎﺏ ﻭﺁﻣﻦ ﻭﻋﻤﻞ ﻋﻤﻼً ﺻﺎﻟﺤﺎً ﻓﺄﻭﻟﺌﻚ ﻳﺒﺪﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﻴﺌﺎﺗﻬﻢ ﺣﺴﻨﺎﺕ ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻏﻔﻮﺭﺍً ﺭﺣﻴﻤﺎً )
ﺃﺳﺄﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻥ ﻳﻨﻔﻌﻚ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ، ﻭﺃﻥ ﻳﻬﺪﻱ ﻗﻠﺒﻚ ﻓﻘﻢ ﺍﻵﻥ ﻭﺗﻠﻔﻆ ﺑﺎﻟﺸﻬﺎﺩﺗﻴﻦ ﻭﺗﻄﻬﺮ ﻭﺻﻞ ﻛﻤﺎ ﺃﻣﺮﻙ ﺍﻟﻠﻪ ، ﻭﺣﺎﻓﻆ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﺍﺟﺒﺎﺕ ﻭﺍﺗﺮﻙ ﺍﻟﻤﺤﺮﻣﺎﺕ ﻭﺳﺄﻛﻮﻥ ﺳﻌﻴﺪﺍً ﺑﻤﺴﺎﻋﺪﺗﻚ ﺣﺎﻟﻤﺎ ﺗﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﺃﻱ ﺃﻣﺮ ﺁﺧﺮ .
ﻭﺍﺳﺄﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻥ ﻳﻮﻓﻘﻨﺎ ﻭﺇﻳﺎﻙ ﻟﻤﺎ ﻳﺤﺐ ﻭﻳﺮﺿﻰ ﻭﺃﻥ ﻳﺘﻮﺏ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ ﺃﻧﻪ ﻫﻮ ﺍﻟﺘﻮﺍﺏ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ .
ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﺻﺎﻟﺢ ﺍﻟﻤﻨﺠﺪ