ﻳﻮﺳﻒ ﺑﻦ ﺗﺎﺷﻔﻴﻦ
ﺍﺳﻤﻪ ﻭﻣﻮﻟﺪﻩ ﻭﻧﺸﺄﺗﻪ
ﺃﺑﻰ ﻳﻌﻘﻮﺏ ﻳﻮﺳﻒ ﺑﻦ ﺗﺎﺷﻔﻴﻦ ﺑﻦ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺑﻦ ﺗﺮﻗﻮﺕ ﺑﻦ ﻭﺍﺭﺗﻘﻄﻴﻦ ﺑﻦ ﻣﻨﺼﻮﺭ ﺑﻦ ﻣﺼﺎﻟﺔ ﺑﻦ ﺃﻣﻴﺔ ﺍﻟﺤﻤﻴﺮﻯ ﺍﻟﺼﻨﻬﺎﺟﻰ ﺍﻟﻠﻤﺘﻮﻧﻰ، ﺍﻣﻪ ﺣﺮّﺓ ﻟﻤﺘﻮﻧﻴﺔ ﺍﺳﻤﻬﺎ ﻓﺎﻃﻤﺔ ﺑﻨﺖ ﺳﻴﺮ ﺑﻦ ﻳﺤﻴﻰ، ﻭﻗﺪ ﻭﻟﺪ ﺑﺎﻟﺼﺤﺮﺍﺀ ﻓﻰ ﺳﻨﺔ 400 ﻫـ 1009 ﻡ ﻗﻴﻞ ﻓﻰ ﺍﻗﻠﻴﻢ ﻣﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺎ ﻭﻗﻴﻞ ﻓﻰ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﺪﻭﺩ ﻣﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺎ ﺍﻟﺠﺰﺍﺋﺮ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ .
ﻻ ﻧﻌﺮﻑ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻋﻦ ﻧﺸﺄﺗﻪ ﺍﻻﻭﻟﻰ ﺗﺬﻛﺮﻩ ﻟﻨﺎ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﻷﻭﻝ ﻣﺮﺓ ﻓﻲ ﺳﻨﺔ 448 ﻫـ، ﺣﻴﻨﻤﺎ ﻧﺪﺑﻪ ﺍﻷﻣﻴﺮ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺍﻟﻠﻤﺘﻮﻧﻰ ﻟﻴﻜﻮﻥ ﻗﺎﺋﺪﺍً ﻟﺠﻴﺶ ﺍﻟﻤﺮﺍﺑﻄﻴﻦ ﺍﻟﺰﺍﺣﻒ ﻟﻐﺰﻭ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ، ﻭﻛﺎﻥ ﻓﻰ ﺍﻟﺜﺎﻣﻨﺔ ﻭﺍﻷﺭﺑﻌﻴﻦ ﻣﻦ ﻋﻤﺮﻩ .
ﻭﻣﻨﺬ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻓﻘﻂ ﺗﺘﺒﻊ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﻳﻮﺳﻒ ﺑﻦ ﺗﺎﺷﻔﻴﻦ ﻭﻓﺘﻮﺣﺎﺗﻪ ﺍﻟﻌﻈﻴﻤﺔ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺒﺔ .
ﺃﻋﻤﺎﻟﻪ ﻭﺟﻬﺎﺩﻩ ﻓﻰ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ
ﺑﻌﺪ ﻭﻓﺎﺓ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻳﺎﺳﻴﻦ ﻭﻗﻴﺎﻡ ﺃﺑﻰ ﺑﻜﺮ ﺍﻟﻠﻤﺘﻮﻧﻰ ﻣﻜﺎﻧﻪ ﻓﻰ ﺍﻟﺮﻳﺎﺳﺔ ﺃﻭﻛﻞ ﺷﺌﻮﻥ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ ﻹﺑﻦ ﻋﻤﻪ ﻳﻮﺳﻒ ﺑﻦ ﺗﺎﺷﻔﻴﻦ، ﻭﻧﺰﻝ ﻟﻪ ﻋﻦ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﺍﻟﺤﺴﻨﺎﺀ ﺯﻳﻨﺐ ﺑﻨﺖ ﺇﺳﺤﺎﻕ ﺍﻟﻨﻔﺰﺍﻭﻳﺔ ﺑﻌﺪ ﺍﻥ ﻃﻠﻘﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﻻ ﺗﺸﺎﻃﺮﻩ ﺧﺸﻮﻧﺔ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺼﺤﺮﺍﻭﻳﺔ ﻓﺘﺰﻭﺟﻬﺎ ﻳﻮﺳﻒ .
ﺍﺧﺘﺮﻕ ﻳﻮﺳﻒ ﺑﻦ ﺗﺎﺷﻔﻴﻦ ﺑﻼﺩ ﺗﺎﺩﻻ ﻭﺳﺠﻠﻤﺎﺳﺔ ﺛﻢ ﺻﺎﺭ ﺟﻨﻮﺑًﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺼﺤﺮﺍﺀ ﻭﻫﻨﺎﻙ ﻗﺎﻡ ﺑﺈﺻﻼﺡ ﺷﺌﻮﻧﻬﺎ ﻭﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﺨﻼﻑ ﺑﻴﻦ ﺃﻗﻮﺍﻣﻬﺎ ﻭﺗﻮﺣﻴﺪ ﻛﻠﻤﺘﻬﻢ، ﺛﻢ ﺣﺸﺪ ﻗﻮﺍﺕ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻭﺳﺎﺭ ﻓﻰ ﺟﻴﺶ ﺿﺨﻢ ﺇﻟﻰ ﺑﻼﺩ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻭﻏﺰﺍ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﻧﻮﺍﺣﻴﻪ، ﻭﻟﻢ ﺗﻤﺾ ﺑﻀﻌﺔ ﺃﺷﻬﺮ ﺣﺘﻰ ﻛﺎﻥ ﻳﻮﺳﻒ ﻗﺪ ﻏﻠﺐ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﻈﻢ ﻧﻮﺍﺣﻰ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﻮﺳﻄﻰ ﻭﻋﺎﺩ ﻣﻈﻔﺮًﺍ ﺇﻟﻰ ﺃﻏﻤﺎﺕ ﻓﻰ ﺃﻭﺍﺧﺮ ﺳﻨﺔ 454 ﻫـ ﻭﻗﺪ ﻋﻈﻢ ﺃﻣﺮﻩ ﻭﺍﺷﺘﺪ ﺑﺄﺳﻪ ﻭﺫﺍﻉ ﺻﻴﺘﻪ ﻓﻰ ﺳﺎﺋﺮ ﺃﻧﺤﺎﺀ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ .
ﺑﻨﺎﺀﻩ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻣﺮﺍﻛﺶ
ﻓﻜﺮ ﻳﻮﺳﻒ ﺍﻥ ﻳﺨﺘﻂ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﻣﺤﻠﺔ ﺗﻜﻮﻥ ﻗﺎﻋﺪﺓ ﻟﺠﻴﻮﺷﻪ ﻭﻣﺴﺘﻮﺩﻋًﺎ ﻟﺬﺧﺎﺋﺮﻩ، ﻭﻭﻗﻊ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭﻩ ﻓﻰ ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﺃﺭﺽ ﺗﻘﻊ ﺷﻤﺎﻝ ﻏﺮﺑﻰ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺃﻏﻤﺎﺕ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻟﺒﻌﺾ ﺍﻟﻤﺼﺎﻣﺪﺓ، ﻓﺈﺷﺘﺮﺍﻫﺎ ﻳﻮﺳﻒ ﻭﺍﺧﺘﻂ ﺑﻬﺎ ﻗﺼﺒﺔ ﻭﻣﺴﺠﺪًﺍ ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻌﻤﻞ ﻓﻰ ﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﻣﻊ ﺍﻟﻔﻌﻠﺔ، ﻓﻜﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﻣﻮﻟﺪ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻣَﺮَّﺍﻛُﺶ ﺍﻟﺸﻬﻴﺮﺓ ﺳﻨﺔ 454 ﻫـ 1062 ﻡ ﻭﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﺳﻢ ﻳﻄﻠﻖ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻭﻣﻌﻨﺎﻩ ﺑﻠﻐﺔ ﺍﻟﻤﺼﺎﻣﺪﺓ “ ﺇﻣﺶ ﻣﺴﺮﻋًﺎ ” ﺍﺫ ﻛﺎﻥ ﻣﺄﻭﻯ ﺍﻟﻠﺼﻮﺹ ﻭﻗﻄﺎﻉ ﺍﻟﻄﺮﻕ .
ﻋﻠﻰ ﺍﻥ ﻣﺮﺍﻛﺶ ﻟﻢ ﻳﻜﻤﻞ ﺑﻨﺎﺅﻫﺎ ﻭﺗﺘﺴﻊ ﺭﻗﻌﺘﻬﺎ ﻭﻳﻘﺎﻡ ﺳﻮﺭﻫﺎ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﺇﻻ ﻓﻰ ﻋﻬﺪ ﻋﻠﻰ ﺑﻦ ﺗﺎﺷﻔﻴﻦ ﻭﻟﺪ ﻳﻮﺳﻒ ﻭﺫﻟﻚ ﺳﻨﺔ 526 ﻫـ
ﻭﻣﺎ ﻛﺎﺩ ﻳﻮﺳﻒ ﻳﻨﺘﻬﻰ ﻣﻦ ﺇﻧﺸﺎﺀ ﺣﺎﺿﺮﺗﻪ ﻭﺗﻨﻈﻴﻢ ﺟﻴﺸﻪ ﺣﺘﻰ ﺗﺄﻫﺐ ﻟﻔﺘﺢ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻓﺎﺱ ﻋﺎﺻﻤﺔ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﻭﺃﻋﻈﻢ ﻣﺪﺍﺋﻨﻪ ﻳﻮﻣﺌﺬ
ﺃﺑﺎ ﺑﻜﺮ ﺍﻟﻠﻤﺘﻮﻧﻰ ﻭﻳﻮﺳﻒ ﺑﻦ ﺗﺎﺷﻔﻴﻦ
ﺑﻌﺪﻣﺎ ﻧﻈﻢ ﺃﺑﺎ ﺑﻜﺮ ﺍﻟﻠﻤﺘﻮﻧﻰ ﺷﺌﻮﻥ ﺍﻟﺼﺤﺮﺍﺀ ﻭﻗﻀﻰ ﻓﻰ ﻏﺰﻭﺍﺗﻪ ﺑﻀﻌﻪ ﺃﻋﻮﺍﻡ، ﻧﻤﻰ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﺎ ﻭﻓّﻖ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﺑﻦ ﻋﻤﻪ ﻳﻮﺳﻒ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺘﻮﺡ ﺍﻟﻌﻈﻴﻤﺔ ﻭﻣﻦ ﺿﺨﺎﻣﺔ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﻭﺇﺳﺘﻘﺮﺍﺭﻩ ﻓﻘﺮﺭ ﺍﻥ ﻳﻌﻮﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ، ﺭﺑﻤﺎ ﺟﺎﻝ ﺑﺨﺎﻃﺮﻩ ﺍﻥ ﻳﻌﺰﻝ ﻳﻮﺳﻒ ﻭﺍﻥ ﻳﺴﺘﺮﺩ ﺳﻠﻄﺎﻧﻪ ﺑﺈﻋﺘﺒﺎﺭﻩ ﺃﻣﻴﺮ ﺍﻟﻤﺮﺍﺑﻄﻴﻦ ﺍﻟﺸﺮﻋﻰ، ﻓﺈﺳﺘﻘﺒﻠﻪ ﻳﻮﺳﻒ ﺑﺎﻟﺘﺮﺣﺎﺏ ﻭﺃﻏﺪﻕ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻬﺪﺍﻳﺎ ﻭﺍﻟﺼﻼﺕ ﻭﺃﺩﺭﻙ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﻣﺒﻠﻎ ﻣﺎ ﺍﻧﺘﻬﻰ ﺇﻟﻴﻪ ﻳﻮﺳﻒ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﻭﻣﺎ ﻳﺘﻤﺘﻊ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺤﺒﺔ ﻭﺍﻟﻨﻔﻮﺫ ﻭﺍﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﺒﻖ ﻟﻪ ﺃﻣﻞ ﻓﻰ ﺍﻧﺘﺰﺍﻉ ﻣﻤﺎ ﻓﻰ ﻳﺪﻩ، ﻓﺄﻭﺻﻰ ﻳﻮﺳﻒ ﺑﺈﺗﺒﺎﻉ ﺍﻟﻌﺪﻝ ﻭﺍﻟﺮﻓﻖ ﺛﻢ ﻭﺩﻋﻪ ﻭﻋﺎﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺼﺤﺮﺍﺀ، ﻭﻗﺪ ﺯﻭﺩﻩ ﻳﻮﺳﻒ ﺑﻄﺎﺋﻔﺔ ﻋﻈﻴﻤﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻬﺪﺍﻳﺎ ﺍﻟﺠﻠﻴﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﻭﺍﻟﺨﻴﻞ ﻭﺍﻟﺒﻐﺎﻝ ﻭﺍﻷﺳﻠﺤﺔ ﺍﻟﻤﺤﻼﺓ ﺑﺎﻟﺬﻫﺐ ﻭﺍﻟﺠﻮﺍﺭﻯ ﻭﺍﻟﺜﻴﺎﺏ ﺍﻟﻔﺎﺧﺮﺓ، ﻭﻳﺬﻛﺮ ﺍﺑﻦ ﺧﻠﺪﻭﻥ ﺍﻥ ﻣﻦ ﺃﺷﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﻳﻮﺳﻒ ﺑﻦ ﺗﺎﺷﻔﻴﻦ ﺑﻬﺬﺍ ﻫﻰ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﺯﻳﻨﺐ ﺍﻟﻨﻔﺰﺍﻭﻳﺔ ﺍﻟﺘﻰ ﻧﺼﺤﺘﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻘﺎﺑﻞ ﺍﺑﺎ ﺍﺑﻜﺮ ﺍﻥ ﻳﺸﻌﺮﻩ ﺑﻘﻮﺓ ﺳﻠﻄﺎﻧﻪ ﻭﺍﻥ ﻳﻼﻃﻔﻪ ﺑﺎﻟﻬﺪﺍﻳﺎ .
ﻳﻮﺳﻒ ﺑﻦ ﺗﺎﺷﻔﻴﻦ ﻭﺯﻋﺎﻣﺘﻪ ﻟﻠﻤﺮﺍﺑﻄﻴﻦ ﻭﺇﺳﺘﻜﻤﺎﻝ ﺍﻟﻔﺘﻮﺣﺎﺕ
ﻭﺍﺳﺘﻤﺮﺕ ﻓﺘﻮﺣﺎﺕ ﻳﻮﺳﻒ ﺑﻦ ﺗﺎﺷﻔﻴﻦ ﻓﺴﻴﻄﺮ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﺪﺓ ﻭﻃﻨﺠﺔ ﻭﺳﺒﺘﻪ ﺛﻢ ﺗﻠﻤﺴﺎﻥ ﻭﻭﻫﺮﺍﻥ ﺣﺘﻰ ﻭﺻﻞ ﺇﻟﻰ ﺗﻮﻧﺲ ﻭﺍﺗﺴﻊ ﻣﻠﻜﻪ ﻣﻦ ﺗﻮﻧﺲ ﺷﺮﻗًﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺤﻴﻂ ﺍﻷﻃﻠﻨﻄﻰ ﻏﺮﺑًﺎ ﻭﻣﻦ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺍﻟﻤﺘﻮﺳﻂ ﺷﻤﺎﻟًﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺟﻨﻮﺑًﺎ
ﻭﻫﻜﺬﺍ ﻗﺎﻣﺖ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﺮﺍﺑﻄﻴﺔ ﺍﻟﻜﺒﺮﻯ
ﺻﻔﺎﺗﻪ ﻭﺷﺨﺼﻴﺘﻪ ﻭﻭﺻﻔﻪ
ﻳﺘﺤﺪﺙ ﺍﻟﻤﺆﺭﺧﻮﻥ ﻋﻦ ﻭﺭﻉ ﻳﻮﺳﻒ ﺑﻦ ﺗﺎﺷﻔﻴﻦ ﻭﺯﻫﺪﻩ، ﻭﺑﺴﺎﻃﺘﻪ ﻭﺗﻮﺍﺿﻌﻪ، ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻤﺎ ﺍﺗﺎﻩ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﺑﺴﻄﺔ ﻓﻰ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺁﻳﺔ ﻓﻰ ﺍﻟﺘﻘﺸﻒ ﻳﺮﺗﺪﻯ ﺍﻟﺼﻮﻑ ﻃﻮﻝ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻭﻻﻳﺮﺗﺪﻯ ﺳﻮﺍﻩ ﻗﻂ، ﻭﻻ ﻳﺄﻛﻞ ﺳﻮﻯ ﺍﻟﺸﻌﻴﺮ ﻭﻟﺤﻮﻡ ﺍﻹﺑﻞ ﻭ ﺃﻟﺒﺎﻧﻬﺎ، ﻭﻛﺎﻥ ﺑﻄﻼً ﺷﺠﺎﻋﺎً ﺣﺎﺯﻣﺎً ﻣﻬﻴﺒﺎً، ﺩﺍﺋﺐ ﺍﻟﺘﻔﻘﺪ ﻟﺒﻼﺩﻩ ﻭﺛﻐﻮﺭﻩ ﻭﺍﺣﻮﺍﻝ ﺭﻋﻴﺘﻪ، ﻣﺠﺎﻫﺪﺍً ﻻ ﻳﻔﺘﺮ ﻋﻦ ﻣﺘﺎﺑﻌﺔ ﺍﻟﺠﻬﺎﺩ، ﻣﻨﺼﻮﺭﺍً ﻓﻰ ﻣﻌﻈﻢ ﺍﻟﻮﻗﺎﺋﻊ ﺍﻟﺘﻰ ﺧﺎﺿﻬﺎ، ﺟﻮﺍﺩًﺍ ﻛﺮﻳﻤًﺎ ﻋﺎﺩﻟًﺎ ﺭﻓﻴﻘًﺎ، ﻳﻨﺄﻯ ﻋﻦ ﺇﺭﻫﺎﻕ ﺭﻋﻴﺘﻪ ﺑﺎﻟﻤﻐﺎﺭﻡ ﺍﻟﻤﺤﺮﻣﺔ، ﻭﻻ ﻳﻔﺮﺽ ﻣﻨﻬﺎ ﺇﻻ ﻣﺎﻳﺠﻴﺰﻩ ﺍﻟﺸﺮﻉ .
ﺍﻣﺎ ﻋﻦ ﻭﺻﻔﻪ ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﻣﻌﺘﺪﻝ ﺍﻟﻘﺎﻣﺔ ﺃﺳﻤﺮ ﺍﻟﻠﻮﻥ ﻧﺤﻴﻒ ﺍﻟﺠﺴﻢ ﺧﻔﻴﻒ ﺍﻟﻌﺎﺭﺿﻴﻦ ﺍﻛﺤﻞ ﺍﻟﻌﻴﻨﻴﻦ ﺍﻗﻨﻰ ﺍﻷﻧﻒ ﺟﻌﺪ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﺭﻗﻴﻖ ﺍﻟﺼﻮﺕ .
ﺟﻬﺎﺩﻩ ﻓﻰ ﺍﻷﻧﺪﻟﺲ
ﻋﻘﺐ ﺇﺳﺘﻴﻼﺀ ﺃﻟﻔﻮﻧﺴﻮ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ ﻣﻠﻚ ﻗﺸﺘﺎﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻃﻠﻴﻄﻠﺔ ﺳﻨﺔ 478 ﻫـ 1085 ﻡ ﻭﺗﻬﺪﻳﺪﻩ ﻣﻠﻮﻙ ﺍﻟﻄﻮﺍﺋﻒ ﺑﺎﻟﻮﻳﻞ ﻭﺍﻟﻔﻨﺎﺀ، ﺍﺳﺘﺼﺮﺥ ﺃﻫﻞ ﺍﻷﻧﺪﻟﺲ ﺇﺧﻮﺍﻧﻬﻢ ﻓﻰ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ، ﻭﻃﻠﺒﻮﺍ ﺍﻟﻌﻮﻥ ﻭﺍﻟﻨﺠﺪﺓ ﻣﻦ ﺃﻣﻴﺮ ﺍﻟﻤﺮﺍﺑﻄﻴﻦ ﻳﻮﺳﻒ ﺑﻦ ﺗﺎﺷﻔﻴﻦ، ﻋﻠﻰ ﺍﻥ ﻓﻜﺮﺓ ﺍﻹﺳﺘﻨﺼﺎﺭ ﺑﺎﻟﻤﺮﺍﺑﻄﻴﻦ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺩﻭﻥ ﻣﻌﺎﺭﺿﺔ ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﻣﻠﻮﻙ ﺍﻟﻄﻮﺍﺋﻒ ﻣﻦ ﻳﺨﺸﻰ ﺍﻟﻌﻮﺍﻗﺐ ﻭﺣﺬﺭ ﺍﺑﻦ ﻋﺒّﺎﺩ ﺍﻟﺬﻯ ﺍﺟﺎﺑﻬﻢ ﺑﻜﻠﻤﺘﻪ ﺍﻟﻤﺸﻬﻮﺭﺓ “ ﺭﻋﻰ ﺍﻟﺠﻤﺎﻝ ﺧﻴﺮ ﻣﻦ ﺭﻋﻰ ﺍﻟﺨﻨﺎﺯﻳﺮ ” ﺍﻟﺘﻰ ﻗﺼﺪ ﺑﻬﺎ ﺍﻥ ﻳﺼﺒﺢ ﺃﺳﻴﺮًﺍ ﻟﺪﻯ ﺃﻣﻴﺮ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺃﻓﻀﻞ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﺼﺒﺢ ﺃﺳﻴﺮًﺍ ﻋﻨﺪ ﺃﻟﻔﻮﻧﺴﻮ ﻣﻠﻚ ﻗﺸﺘﺎﻟﺔ . ﻭﺗﺬﻛﺮ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺎﺕ ﺍﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺍﻟﻮﻓﻮﺩ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻗﺪﻣﺖ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﻣﻴﺮ ﻳﻮﺳﻒ ﺑﻦ ﺗﺎﺷﻔﻴﻦ ﻟﻤﻄﺎﻟﺒﺘﻪ ﺑﺈﻧﻘﺎﺫ ﺍﻷﻧﺪﻟﺲ ﻗﺒﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﺳﺘﺪﻋﺎﺀ ﺍﻟﺮﺳﻤﻰ ﻣﻦ ﻣﻠﻮﻙ ﺍﻟﻄﻮﺍﺋﻒ .
mercredi 7 octobre 2015
ﺃﻣﻴﺮ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻳﻮﺳﻒ ﺑﻦ ﺗﺎﺷﻔﻴﻦ
Inscription à :
Publier les commentaires (Atom)
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire