ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﺍﻟﺒﺎﻛﺮ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ ﻣﻦ ﺷﻬﺮ ﺃﻳﺎﺭ / ﻣﺎﻳﻮ ﻟﻌﺎﻡ 1908 ﺳﻤﻊ ﻃﻠﻖ ﺭﺻﺎﺹ ﻓﻲ ﺇﺣﺪﻯ ﻏﺮﻑ ﻣﺴﺘﺸﻔﻰ ﻟﻸﻣﺮﺍﺽ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺧﺎﺭﻛﻮﻑ، ﻭﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺗﻢ ﻛﺴﺮ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺷﺎﻫﺪ ﺍﻷﻃﺒﺎﺀ ﺟﺜﺔ ﻟﻤﺮﻳﺾ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﺮﻳﺮ .
ﻭﻋﻠﻰ ﺑﻌﺪ ﺑﻀﻌﺔ ﺃﻣﺘﺎﺭ ﻋﻦ ﺍﻟﺠﺜﺔ ﻛﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﺴﺪﺱ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﻀﺪﺓ ﺻﻐﻴﺮﺓ، ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻭﺿﻊ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺤﻘﻖ ﻭﺍﻷﻃﺒﺎﺀ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﻴﻦ ﻓﻲ ﺣﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﺃﻣﺮﻣﻬﻢ، ﻓﺎﻟﺮﺻﺎﺻﺔ ﺭﺳﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻭﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻹﺻﺎﺑﺔ ﺗﺤﺪﺙ ﺍﻟﻮﻓﺎﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻮﺭ . ﻭﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻄﺮﺡ ﻧﻔﺴﻪ ﻛﻴﻒ ﻳﻤﻜﻦ ﻻﻧﺘﺤﺎﺭﻱ ﺑﻌﺪ ﺇﻃﻼﻕ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺃﻥ ﻳﻀﻊ ﺍﻟﻤﺴﺪﺱ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻨﻀﺪﺓ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ ﻭﺛﻢ ﻳﻌﻮﺩ ﺍﻟﻰ ﺳﺮﻳﺮﻩ؟ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺤﻘﻘﻴﻦ ﺃﺻﻴﺒﻮﺍ ﺑﺪﻫﺸﺔ ﺃﻛﺒﺮ ﺑﻌﺪ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﺳﻢ ﺍﻟﻤﺘﻮﻓﻲ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﺸﻬﻴﺮ ﺍﻟﺒﺮﻭﻓﺴﻮﺭ ﺍﻟﺮﻭﺳﻲ ﻧﻴﻜﻮﻻﻱ ﺑﻴﻠﺘﺸﻴﻜﻮﻑ .
( Пильчиков Николай Дмитриевич) / (Nikolai Pylchykov ) .
ﻭﺍﻟﻴﻮﻡ ﻳﻜﺎﺩ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺳﻢ ﻣﻨﺴﻴﺎً، ﻭﻟﻜﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻘﺮﻧﻴﻦ ﺍﻟﺘﺎﺳﻊ ﻋﺸﺮ ﻭﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﻛﺎﻥ ﺻﻮﺗﻪ ﻣﺪﻭﻳﺎً ﻓﻲ ﺃﻭﺭﻭﺑﺎ ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﻃﻴﻒ ﺍﻟﻤﻮﺍﺿﻴﻊ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻫﺘﻢ ﺑﻬﺎ ﺑﻴﻠﺘﺸﻴﻜﻮﻑ ﻭﺍﺳﻌﺎً ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺒﻴﺮ، ﺣﻴﺚ ﻗﺎﻡ ﺑﻨﺸﺮ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ 50 ﺑﺤﺜﺎً ﻋﻠﻤﻴﺎً ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻝ ﺍﻟﺒﺼﺮﻳﺎﺕ ﻭﺍﻟﺠﻐﺮﺍﻓﻴﺔ ﻭﺍﻷﺭﺻﺎﺩ ﺍﻟﺠﻮﻳﺔ ﻭﺍﻟﻜﻬﺮﺑﺎﺀ ﻭﻓﻲ ﻣﺠﺎﻝ ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﺍﻹﺷﻌﺎﻋﻲ ﻭﺍﻷﺷﻌﺔ ﺍﻟﺴﻴﻨﻴﺔ . ﻛﻤﺎ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﺍﻟﺒﺮﻭﻓﺴﻮﺭ ﺑﻴﻠﺘﺸﻴﻜﻮﻑ ﻋﻀﻮﺍً ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﺭﻭﺳﻴﺎ ﻭﻓﺮﻧﺴﺎ ﻭﺃﻟﻤﺎﻧﻴﺎ ﻭﺍﻟﻨﻤﺴﺎ ﺣﻴﺚ ﻳﻘﺪﻡ ﻭﺑﺸﻜﻞ ﺩﻭﺭﻱ ﺗﻘﺎﺭﻳﺮ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺍﻟﻤﺆﺗﻤﺮﺍﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ . ﻭﻟﻜﻦ ﻛﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﺍﺭﺗﺄﻯ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﻔﻴﺰﻳﺎﺋﻲ ﺍﻟﻤﻮﻫﻮﺏ ﺣﺘﻰ ﻭﻗﺘﻨﺎ ﺍﻟﺤﺎﺿﺮ ﻋﺪﻡ ﺍﻹﻋﻼﻥ ﻋﻨﻪ، ﻭﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻫﻨﺎ ﻳﺪﻭﺭ ﻋﻦ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﻵﻻﺕ ﻭﺍﻟﻤﻌﺪﺍﺕ ﻻﺳﻠﻜﻴﺎً .
ﻛﻤﺎ ﺗﻌﻠﻤﻮﻥ ﻓﺈﻥ ﺃﻱ ﻃﻔﻞ ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻪ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺃﻥ ﻳﻠﻌﺐ ﻣﻊ ﺳﻴﺎﺭﺓ ﺗﻌﻤﻞ ﺑﺸﻜﻞ ﻻﺳﻠﻜﻲ ﺃﻭ ﻣﻊ ﻃﺎﺋﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺟﻬﺎﺯ ﺗﺤﻜﻢ، ﻭﻟﻜﻦ ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﻛﺎﻥ ﺣﻠﻤﺎً ﻭﺑﺪﺍ ﻭﻛﺄﻥ ﺫﻟﻚ ﻣﻌﺠﺰﺓ ﻣﻨﺬ 100 ﻋﺎﻡ . ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻳﻔﺴﺮ ﺍﻟﺤﻀﻮﺭ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺇﻟﻘﺎﺀ ﺍﻟﺒﺮﻭﻓﺴﻮﺭ ﺑﻴﻠﺘﺸﻴﻜﻮﻑ ﻣﺤﺎﺿﺮﺗﻪ ﺣﻮﻝ ﺗﺠﺎﺭﺑﻪ ﺍﻟﺨﺎﺭﻗﺔ ﻋﺎﻡ 1898 ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻗﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺑﻮﺍﺳﻄﺔ ﺟﻬﺎﺯ ﺇﺭﺳﺎﻝ ﺑﺘﺸﻐﻴﻞ ﺍﻹﺿﺎﺀﺓ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﺭﺓ، ﻛﻤﺎ ﺗﺤﻜﻢ ﺑﺤﺮﻛﺔ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﻭﻗﺎﻡ ﺑﺈﻃﻼﻕ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻣﻦ ﺑﻨﺪﻗﻴﺔ ﺻﻐﻴﺮﺓ ﻋﻦ ﺑﻌﺪ . ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻷﻫﻢ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺎﻡ ﺑﻬﺎ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺗﺤﻜﻤﻪ ﺑﺎﻷﻟﻐﺎﻡ ﻋﻦ ﺑﻌﺪ، ﻋﻨﺪﻫﺎ ﺃﻭﺩﻯ ﺍﻻﻧﻔﺠﺎﺭ ﺍﻟﻤﺼﻐﺮ ... ﺑﻨﻤﻮﺫﺝ ﻟﻴﺨﺖ ﺇﻟﻰ ﺃﺳﻔﻞ ﺍﻟﺤﻮﺽ ﻣﻤﺎ ﺃﺩﻫﺶ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭ .
ﺑﻄﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﻛﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﻳﺪﺭﺳﻮﻥ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﺤﻜﻢ ﻋﻦ ﺑﻌﺪ ﻣﻨﻬﻢ ﻧﻴﻜﻮﻻ ﺗﻴﺴﻼ ﻭﻏﻮﻟﻴﻠﻤﻮ ﻣﺎﺭﻛﻮﻧﻲ ﻭﺃﻟﻜﺴﻨﺪﺭ ﺑﻮﺑﻮﻑ، ﻭﻟﻜﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻛﺎﻥ ﻟﻠﻌﺎﻟﻢ ﺑﻴﻠﺘﺸﻴﻜﻮﻑ ﻧﻬﺠﻪ ﻭﻃﺮﻳﻘﺘﻪ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ، ﻭﺗﺒﻴﻦ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺗﺠﺎﺭﺑﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﻋﺮﺿﻬﺎ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺍﻟﻤﺤﺎﺿﺮﺓ ﺃﻧﻬﺎ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﺨﺼﺼﺔ ﻟﻠﺘﺮﻓﻴﻪ ﻭﺍﻟﻠﻌﺐ، ﻓﻬﻮ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻗﺎﻡ ﺑﺘﻄﻮﻳﺮ ﺟﻬﺎﺯ ﻓﺮﻳﺪ ﻣﻦ ﻧﻮﻋﻪ ﻗﺎﺩﺭ ﻋﻠﻰ ﺗﺼﻔﻴﺔ ﺍﻟﻤﻮﺟﺎﺕ ﺍﻟﻼﺳﻠﻜﻴﺔ . ﺣﻴﺚ ﺃﻃﻠﻖ ﺍﻟﻤﺨﺘﺮﻉ ﻋﻠﻰ ﺟﻬﺎﺯﻩ ﺍﺳﻢ " ﺍﻟﺤﺎﻣﻲ " ( ﺑﺮﻭﺗﻴﻜﺘﻮﺭ ) ، ﻭﺫﻟﻚ ﻷﻧﻪ ﻭﺑﻔﻀﻞ ﺟﻬﺎﺯﻩ ﻛﺎﻥ ﺑﺈﻣﻜﺎﻥ ﺍﻟﺤﻤﺎﻳﺔ ﺿﺪ ﺃﻱ ﺗﺪﺧﻞ ﺃﻭ ﺗﺸﻮﻳﺶ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺍﻋﺘﺮﺍﺽ ﺍﻻﺗﺼﺎﻻﺕ ﺍﻟﻼﺳﻠﻜﻴﺔ .
ﻟﻘﺪ ﺳﻌﻰ ﺑﻴﻠﺘﺸﻴﻜﻮﻑ ﺃﻥ ﻳﺠﺪ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﻋﻤﻠﻲ ﻻﻛﺘﺸﺎﻓﻪ، ﻓﻘﺪ ﻋﺮﺽ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺮﻭﻓﺴﻮﺭ ﻣﻠﻴﻮﻥ ﻓﺮﻧﻚ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺑﺮﺍﺀﺓ ﺍﺧﺘﺮﺍﻉ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﺠﻬﺎﺯ ﻟﻜﻦ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺭﻓﺾ . ﻭﺑﻤﺎ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﺭﺟﻼً ﻭﻃﻨﻴﺎً ﻟﺒﻼﺩﻩ ﻛﺎﻥ ﻳﻌﺘﻘﺪ ﺑﺄﻥ ﺍﺧﺘﺮﺍﻋﻪ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻣﻪ ﻟﺼﺎﻟﺢ ﺭﻭﺳﻴﺎ . ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺣﺎﻭﻝ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺧﺘﺮﺍﻉ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﻟﺒﺤﺮﻳﺔ ﺍﻟﺮﻭﺳﻴﺔ، ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﻦ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻈﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﻋﻜﺲ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﻴﻦ، ﻟﻢ ﻳﻘﻴﻤﻮﺍ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺧﺘﺮﺍﻉ ﺣﻖ ﺗﻘﻴﻴﻢ . ﻭﻋﻠﻰ ﻣﺪﻯ ﻋﺎﻣﻴﻦ ﺗﻤﺎﻣﺎً ﺣﺎﻭﻝ ﺍﻟﻤﺨﺘﺮﻉ ﻭﺑﺈﺻﺮﺍﺭ ﺇﻗﻨﺎﻉ ﺍﻟﻤﺘﺸﻜﻜﻴﻦ، ﻭﺃﺧﻴﺮﺍً ﻧﺠﺢ ﻓﻲ ﻋﻘﺪ ﻟﺠﻨﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺸﺄﻥ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺃﺻﺪﺭﺕ ﺣﻜﻤﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻜﻞ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ : " ﺇﻥ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺣﻤﺎﻳﺔ ﺍﻟﺘﺮﺩﺩﺍﺕ ﺍﻟﻼﺳﻠﻴﻜﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺸﻮﻳﺶ ﺑﻮﺍﺳﻄﺔ ﺟﻬﺎﺯ ﺑﻴﻠﺘﻴﺸﻜﻮﻑ ﺗﺴﺘﺤﻖ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ . ﻭﺑﺪﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﻭﻛﺄﻥ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﺗﺤﺮﻙ ﻣﻦ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﺴﻜﻮﻥ ﻭﺑﺪﺃﺕ ﺍﻵﻟﺔ ﺍﻟﺒﺮﻗﺮﺍﻃﻴﺔ ﺗﻌﻤﻞ ﻋﻤﻠﻬﺎ . ﺣﻴﻨﻬﺎ ﺧﺼﺼﺖ ﺍﻟﻮﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺒﺤﺮﻳﺔ ﻣﻮﺍﺭﺩ ﻣﺎﻟﻴﺔ ﻟﻠﻌﺎﻟﻢ ﺑﻴﻠﺘﻴﺸﻜﻮﻑ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺇﺟﺮﺍﺀ ﺍﻟﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺏ، ﺣﺘﻰ ﺃﻧﻬﺎ ﻭﻓﺮﺕ ﻟﻪ ﺇﺣﺪﻯ ﺍﻟﺴﻔﻦ ﺍﻟﺒﺤﺮﻳﺔ ﻭﻭﺿﻌﺘﻬﺎ ﺗﺤﺖ ﺇﻣﺮﺗﻪ . ﻭﻓﻲ ﻭﻗﺖ ﻻﺣﻖ ﺍﻋﺘﺮﻑ ﺍﻟﺨﺒﺮﺍﺀ ﻭﺍﻷﺧﺼﺎﺋﻴﻮﻥ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺘﻘﺎﺭﻳﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺪﻣﺖ ﺑﺄﻥ ﺍﺧﺘﺮﺍﻉ ﺍﻟﺒﺮﻭﻓﺴﻮﺭ ﻣﻔﻴﺪ ﺟﺪﺍَ .
ﻭﺍﺳﺘﻤﺮ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺑﺘﺠﺎﺭﺑﻪ ﻭﻗﺎﻡ ﺑﺘﻨﻔﻴﺬ ﻣﺸﺎﺭﻳﻊ ﺟﺪﻳﺪﺓ . ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ ﻗﺎﻡ ﺑﺈﻧﺸﺎﺀ ﻣﺤﻄﺔ ﻻﺳﻠﻜﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﻌﻬﺪ ﺧﺎﺭﻛﻮﻑ ﺍﻟﺘﻘﻨﻲ . ﻭﻣﻦ ﺛﻢ ﻗﺎﻡ ﺑﺸﺮﺍﺀ ﺳﻴﺎﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺎﺑﻪ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﻭﻗﺎﻡ ﺑﺘﺜﺒﻴﺖ ﺟﻬﺎﺯ ﻻﺳﻠﻜﻲ ﻓﻴﻬﺎ، ﻭﺑﺬﻟﻚ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ ﺃﻭﻝ ﻣﺤﻄﺔ ﻻﺳﻠﻜﻴﺔ ﻣﺘﻨﻘﻠﺔ ﻓﻲ ﺭﻭﺳﻴﺎ .
ﻭﻣﺜﻠﻪ ﻣﺜﻞ ﺃﻱ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﻣﻮﻫﻮﺏ ﻛﺎﻥ ﻟﺪﻯ ﺑﻴﻠﺘﺸﻴﻜﻮﻑ ﻣﺎ ﻳﻜﻔﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺎﺳﺪﻳﻦ ﻭﺍﻟﺨﺼﻮﻡ، ﻭﺷﻴﺌﺎً ﻓﺸﻴﺌﺎً ﺑﺪﺃﺕ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﻣﻊ ﺯﻣﻼﺋﻪ ﺗﺘﺪﻫﻮﺭ، ﻭﻟﻢ ﻳﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﻨﺠﺎﺡ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ، ﻭﺗﺮﺍﻛﻤﺖ ﺍﻟﻤﺘﺎﻋﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺸﺎﻕ ﺍﻟﻤﺴﺘﻤﺮ . ﻭﻟﻬﺬﺍ ﻗﺮﺭ ﺑﻴﻠﺘﺸﻴﻜﻮﻑ ﺍﻹﻗﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺸﻔﻰ، ﺣﻴﺚ ﻛﻤﺎ ﻧﻌﻠﻢ ﺟﻤﻴﻌﻨﺎً ﺍﻧﺘﻬﺖ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺄﺳﺎﻭﻱ .
ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻄﺮﺡ ﻧﻔﺴﻪ ﻫﻞ ﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﺟﺮﻳﻤﺔ ﻗﺘﻞ ﺃﻡ ﺍﻧﺘﺤﺎﺭ؟ ﻻ ﺃﺣﺪ ﻳﻌﻠﻢ . ﻓﺎﻟﻤﺤﻘﻘﻮﻥ ﻭﻟﺴﺒﺐ ﻏﻴﺮ ﻣﻌﺮﻭﻑ ﻟﻢ ﻳﺄﺧﺬﻭﺍ ﺍﻟﺒﺼﻤﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺪﺱ ﻓﻲ ﻏﺮﻓﺔ ﺑﻴﻠﺘﺸﻴﻜﻮﻑ . ﻟﻜﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﺑﻌﺪ ﻣﻘﺘﻞ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﺧﺘﻔﺖ ﺟﻤﻴﻊ ﺃﺑﺤﺎﺛﻪ ﻭﻟﻢ ﻳﺘﻢ ﺍﻟﻌﺜﻮﺭ ﻋﻠﻴﻬﺎ . ﻭﻻ ﺃﺣﺪ ﻳﻌﻠﻢ ﻫﻞ ﺳﺮﻗﺖ ﺃﻡ ﺃﻥ ﺑﻴﻠﺘﺸﻴﻜﻮﻑ ﻗﺎﻡ ﺑﺎﻟﺘﺨﻠﺺ ﻣﻨﻬﺎ؟ ﻻ ﻳﺒﻘﻰ ﻟﻨﺎ ﺇﻻ ﺃﻥ ﻧﺨﻤﻦ ﻓﻲ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻣﺎ ﺟﺮﻯ .
jeudi 8 octobre 2015
حقيقة (انتحار) ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﺸﻬﻴﺮ ﺍﻟﺒﺮﻭﻓﺴﻮﺭ ﺍﻟﺮﻭﺳﻲ ﻧﻴﻜﻮﻻﻱ ﺑﻴﻠﺘﺸﻴﻜﻮﻑ
Inscription à :
Publier les commentaires (Atom)
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire