mardi 2 décembre 2014

مكانة المرأة وواقعها .. قبل الإسلام وبعد الإسلام

مكانة المرأة وواقعها .. قبل الإسلام وبعد الإسلام

تُعتبر مكانة المرأة في الإسلام من أهم الموضوعات التي يهتم بها الغرب، ولا يخفي علينا أنهم يتخذونها ذريعة للنيل من دين الإسلام والطعن فيه، ولكن أيضا لا نغض الطرف عن أن هناك بعض المنصفين  الذين قرأوا عن الإسلام بإنصاف وعبّروا عن آرائهم مثل مارسيل بوازار (مفكر, وقانوني فرنسي معاصر)، حيث يقول: "إن الإسلام يخاطب الرجال والنساء على السواء ويعاملهم بطريقة (شبه متساوية) وتهدف الشريعة الإسلامية بشكل عام إلى غاية متميزة هي الحماية، ويقدم التشريع للمرأة تعريفات دقيقة عما لها من حقوق، ويبدي اهتماما شديدا بضمانها. فالقرآن والسنة يحضان على معاملة المرأة بعدل ورفق وعطف, وقد أدخلا مفهوما أشد خلقية عن الزواج, وسعيا أخيرا إلى رفع وضع المؤمنة بمنحها عددا من الطموحات القانونية أمام القانون والملكية الخاصة الشخصية, والإرث"
 
وكذلك المستشرق اميل درمنغم (مستشرق فرنسي, عمل مديرا لمكتبة الجزائر) الذي يقول: "مما لاريب فيه أن الإسلام رفع شأن المرأة في بلاد العرب وحسن حالها".
 
ويقول أيضا: "من الخطأ الفاضح والغلو الفادح قولهم أن عقد الزواج عند المسلمين عبارة عن عقد تباع فيه المرأة فتصير شيئا مملوكا لزوجها، لأن ذلك العقد يخول للمرأة حقوقا أدبية وحقوقا مادية من شأنها إعلاء منزلتها في الهيئة الاجتماعية"،
ونحن –المسلمين- نؤمن أن شريعة الإسلام شريعة عالمية عادلة تحقق المصالح للعالم، ولقد ارتقى الإسلام بمكانة المرأة وأولاها عناية فائقة، حيث جاء الإسلام ليقول {وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوف}، {وَعَاشِرُوهُــنَّ بِالْمَعْرُوفِ}، {وَلا تُضَارُّوهُنَّ لِتُضيِّقُوا عَلَيْهِنَّ}، وتسمية بعض سور القرآن باسم المرأة كسورة "مريم"، بل وهناك سورة  تسمى سورة "النساء".
وبما أن المرأة في الإسلام  لها مكانة  متميزة، وبما أن الإسلام سنّ التشريعات التي تصون كرامة المرأة وتمنع استغلالها.. فإننا إذن سنعقد مقارنة تستحضر حال المرأة قبل الإسلام عند العرب وغيرهم.
 
مكانة المرأة وواقعها .. قبل الإسلام وبعد الإسلام

المرأة عند العرب قبل الإسلام
 
- لم يكن للمرأة حق الإرث، وكانوا يقولون في ذلك "لا يرثنا إلا من يحمل السيف، ويحمي البيضة".
- لم يكن للمرأة على زوجها أي حق، وليس للطلاق عدد محدود، وليس لتعدد الزوجات عدد معين، وإذا مات الرجل، وله زوجة وأولاد من غيرها؛ كان الولد الأكبر أحق بزوجة أبيه من غيره، فهو يعتبرها إرثًا كبقية أموال أبيه!
- وكان عند العرب في الجاهلية أنواع من الزواج الفاسد الذي أبطله الإسلام
- كان العرب في الجاهلية يكرهون البنات على البغاء ويدفنونهن في التراب أحياء (وأد البنات) خشية العار، وقد حرم الإسلام هذه العادة البشعة.
 
المرأة في الديانة اليهودية والمسيحية
إن الأديان السماوية الثلاثة تتفق على حقيقة واحدة، وهي أن الله خلق الرجل والمرأة، وهو خالق الكون بأكمله، لكن  يبدأ التعارض بين الأديان –كما استقر وضعها بعد تحريف الأديان السابقة للإسلام- بعد خلق أول رجل وأول امرأة، فكما في العقيدة اليهودية والمسيحية حرم الله على آدم وحواء الأكل من الشجرة المحرمة، لكن الحية وسوست لحواء أن تأكل من الشجرة، وحواء وسوست لآدم أن يأكل معها عندما لام الله آدم على ما فعله؛ ألقى كل الذنب على حواء (التكوين 3: 12)
ثم أتبع ذلك أن قال الإله للمرأة: تكثيرا أكثر أتعاب حبلك، بالوجع تلدين.. لكن الإسلام جاءت فيه الصورة مخالفة لهذا، حيث قال الله تعإلى: {فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِن سَوْءَاتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَـذِهِ الشَّجَرَةِ إِلاَّ أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ}(الأعراف: ٢٠)، 
فالقرآن جعل ذنب الأكل على آدم وحواء معا، فحواء لم تغوِ آدم أو تخدعه، والحمل ليس عقابا من الله.
إن صورة حواء (المرأة) في الإنجيل تقوم على أنها هي التي أغوت آدم.. ولقد أثرت هذه الصورة الشائهة على وجود المرأة في المجتمع، فالمرأة يعتقد أنها ورثت الذنب من أمها حواء، بالتالي فالمرأة لا يوثق بها وليست على خلق،  ففي الإنجيل الكاثوليكي  "لا يوجد خطيئة يمكن مقارنتها بخطيئة المرأة، فأي خطيئة تكون وراءها امرأة وبسبب المرأة سنموت جمعيا".
وقد عدد حاخام يهودي تسع لعنات على المرأة بسبب السقوط من الفردوس: "على المرأة تسع لعنات ثم الموت: الطمث ودم العذرية وتعب الحمل والولادة وتربية الأطفال وتغطية رأسها كأنها في حداد، وتخرم أذنها مثل الجارية ولا يؤخذ بشهادتها،  وبعد كل هذا الموت".
وحتى الآن، اليهود الأرثوذكس يقولون في صلاتهم: "نحمد الله أننا لم نخلق نساء". ودعاء آخر يوجد في كتاب الصلاة عند اليهود "الحمد لله أنه لم يخلقني وثنيا، الحمد لله أنه لم يخلقني امرأة، والحمد لله أنه لم يخلقني جاهلا".
والمصلح المشهور مارتن لوثر لا يرى فائدة للمرأة سوى إنجاب كثير من الأبناء "إذا تعبن أو متن الأمر لا يهم، فليمتن بعد الولادة، فهذه هي وظيفتهن".
بل في الإنجيل الكاثوليكي يقول بكل وضوح "إن ميلاد الفتاة خسارة". 
وقد ذكر في التوراة "المرأة لا يحق لها أن تدرس التوراة".
وقد صرح حاخام يهودي "أنه من الأفضل أن يحترق كتاب التوراة عن أن تقرأه امرأة".
"وأنه لا يحق للرجل أن يعلم ابنته التوراة" وقال القديس بول في العهد الجديد: "لتصمت نساؤكم في الكنائس  لأنه ليس مأذونا لهن أن يتكلمن، بل يخضعن كما يقول الناموس أيضا، ولكن إن كن يردن أن يتعلمن شيئا فليسألن رجالهن في البيت، لأنه قبيح بالنساء أن تتكلم في كنيسة"(كورنثوس  14: 34-35).
فكيف تتعلم المرأة إذا كان غير مسموح لها أن تتحدث؟ كيف تنمو فكريا إذا كانت يجب أن تكون خاضعة تماما؟ كيف توسع أفقها؟!  كل هذا التحقير يقابله صورة مشرقة لموقف الإسلام من المرأة، فهاهي تجادل رسول الله وتعارض خليفة المسلمين،  ولها ذمتها المالية، وتقوم بممارسة تجارتها، ووصفهن الرسول صلى الله عليه وسلم بشقائق الرجال،
والمرأة الحائض أيضا في الكتاب المقدس مدنسة وتدنس كل ما حولها، أي شيء أو أي أحد تلمسه يظل مدنسا يوما بأكمله(لاويين 15: 19-23).
وبسبب هذا كانت المرأة الحائض تنفي أحيانا لتجنب أي تعامل معها، فكانت ترسل إلى بيت يسمى بيت الدناسة.


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire